كوشلر: مشكلة اللاجئين الفلسطينيين تعود إلى انعدام السلطة الدولية

Monday 22 July 2002 No. 12449 Year 38

الاثنين 12 جمادى الأولى 1423العدد 12449 السنة 38

دبي - مكتب "الرياض" - أسامة سمرة:

شهدت اعمال المؤتمر الدولي لحقوق الانسان وضحايا الحروب في القانون الدولي المنعقد في العاصمة الاماراتية ابوظبي جلسة نقاشية اعرب خلالها الناطق الرسمي بوزارة الخارجية الافغانية عمر الصمد عن رفض بلاده لكل انتهاكات حقوق الانسان في فلسطين ولمواصلة عمليات القتل الوحشي التي تنفذها الآلة العسكرية الاسرائيلية مؤكدا في الوقت نفسه دعم افغانستان للمبادرة العربية وقرار جامعة الدول العربية باقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، مشيرا الي ان افغانستان عاشت الكثير من المذابح ومرت بالعديد من جولات الحرب والصراع مستعرضا الاحداث التي تعرضت لها بلاده جراء التدخلات الاجنبية.
واشار الي انه منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر جرى في افغانستان التركيز علي الخلايا الارهابية، مذكرا بان التدمير خلال حكم طالبان والقاعدة لم يطل التراث الثقافي فحسب بل مس حقوق الانسان الافغاني ايضا حيث وضعت الخطط السيئة لتحويل افغانستان الى ما اسماه بكوخ للارهاب.
واضاف ان افغانستان ستواصل اصلاحاتها من خلال وضع دستور لها والتحضير لانتخابات البرلمانية، داعيا المجتمع الدولي الي مساعدة الشعب الافغاني في عملية اعمار بلادهم ومشيرا الي عودة اعداد كبيرة من اللاجئين الافغان الي ديارهم.
وقال ان افغانستان تسعى على المدي البعيد الى اقامة حكومة وطنية وجيش وشرطة قوية وذلك من اجل احلال السلام في البلاد وعودة الحياة في مختلف المجالات مؤكدا ان الشعب الافغاني لا يزال يتعامل مع تهديد الارهاب وان الحرب ضده لم تنته بعد مشيرا الى ان هناك قضايا داخلية في افغانستان ما زالت بحاجة الي حل.
وأكد المسؤول الافغاني رغبة بلاده في بناء دولة على اسس اسلامية يتم فيها احترام حقوق الانسان مشددا علي التزام افغانستان بالقانون الدولي في مجال حقوق الانسان وذلك بعيدا عن ثقافة السلاح وانسجاما مع مبادئ  والسلام والقانون الدولي.
وقال هانز كوشلر رئيس منظمة التقدم الدولية في مؤتمر صحفي عقد بمركز زايد للتنسيق والمتابعة علي هامش المؤتمر ردا علي سؤال يتعلق بتجاهل العالم لقضية عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، ان المشكلة تكمن في انعدام وجود سلطة دولية في موقف يتيح لها تفعيل القوة لعودة هؤلاء اللاجئين معتبرا قيام دولة اسرائيل عام 1948م خرقا للقانون الدولي.
واضاف ان حق تقرير المصير للفلسطينيين لم يتم احترامه منذ البداية مضيفا انه لو تحقق ذلك لما كان هناك فصل او طرد للفلسطينيين، مما يتطلب عملا جماعيا يستند الي الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة لينفذ بالقوة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى اراضيهم.
وأوضح ان هذا الامر مفروض من الولايات المتحدة الامريكية، مشيرا الى انه على المستوى الاقليمي يتعين على جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ان تضعا عددا من الخيارات خاصة فيما يتصل بالضغط الاقتصادي وتقديم الدعم الصريح للمقاومة الفلسطينية وذلك وفق قرارات الامم المتحدة.
وردا على سؤال يتعلق بامكانية سير العدالة بشكل متوازن في ظل وجود مجلس الامن الدولي وتعويضه ببرلمان دولي، قال هانز كوشلر ان الامم المتحدة جاءت نتاجا للحرب العالمية الثانية وتعكس ميزان القوي كما حصل في الولايات المتحدة الامريكية والتمثيل المبالغ فيه واستخدام حق الفيتو والتمتع بالعضوية الدائمة.
وردا على سؤال يتعلق بالمطالبة بتعويضات للفلسطينيين، قال ان هناك لوبي يهودياً قوياً لا مثيل له، في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا يطالب بتعويضات لليهود وهو ما تم الحصول عليه بالفعل من المانيا والنمسا، منبهاً الي عدم وجود لوبي يمكن ان يضغط على اسرائيل من اجل طلب تعويضات للفلسطينيين.
وقال كوشلر ردا على سؤال يتعلق بفشل العالم في التوصل الى تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق في جنين، لو ترك التحقيق للامم المتحدة فانه لن يحدث لسبب واحد، وهو انه من اجل تحقيق اية نتائج ايجابية لابد ان تكون عن طريق مجلس الامن كأمر يمكن فرضه بالقوة استنادا الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة والذي يخول لها في حالة رفض اسرائيل وجود هذه اللجنة ان تفرض عليها عقوبات وقرارات عسكرية.
واضاف انه حينما يتعق الامر بالدول العربية فانه لا يتم التعاطي مع الامر بشكل واقعي بسبب استخدام امريكا لحق الفيتو، موضحا انه اذا قرر الامين العام للامم المتحدة ارسال لجنة تحقيق دولية فان هذه الاخيرة لن تدخل الى فلسطين ولا يمكن ان تؤدي عملها علي احسن وجه، واشار الي امكانية ان تقوم اي مؤسسة حكومية وغير حكومية بعمل اللجنة.
وفي ما يتعلق باستفسار عن الآليات التي تتبعها المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الانسان لمساعدة المتضررين من انتهاك حقوق الانسان في العالم، قال روني برومان مؤسس منظمة اطباء بلاحدود، انه لا يوجد ما يطلق عليه آلية دولية لمواجهة النزاعات الدولية وعزا السبب الي ان الحرب ليست وضعا يمكن التنبؤ به في منظمة الامم المتحدة.
ومن جهته تحدث الخبير الاستراتيجي البريطاني (طارق علي) عن رؤيته للتحولات العالمية الحالية ومستقبل العلاقات الدولية في ضوء احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م مستبعدا فيها امكانية وجود الطابع الانساني للتدخلات العسكرية في العالم الحديث ومؤكداً ان المأساة الحقيقية تبدأ من السماح لدولة واحدة بامتلاك حق الفيتو في مجلس الامن الدولي وذلك امر لا يمكن ان يخدم الشرعية الدولية والمصلحة الاممية.ل